طفلي يعاني من فقدان الشهية: أسباب وحلول

فقدان الشهية عند الأطفال ظاهرةٌ تُقلق الكثير من الوالدين، خاصةً مع استمرارها لفترةٍ طويلة وظهور أعراضها المريبة. تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، كما تكثر الحلول المُمكنة لاستعادة رغبة الطفل بتناول الطعام بشرط أن يكون الأهل على وعي بجميع تفاصيل هذه الحالة.

من المهم فهم أسباب فقدان الشهية عند الأطفال، بدءًا من العوامل العضوية والنفسية، وصولًا إلى التأثيرات البيئية وسلوكيات الوالدين. كما يجب البحث عن حلول فعّالة لعلاج هذه المشكلة، من خلال التشخيص الدقيق والتغييرات الغذائية والعلاج النفسي عند الحاجة.

ما هي أسباب فقدان الشهية؟

فقدان الشهية عند الأطفال ظاهرة شائعة تُقلق الكثير من الوالدين. وتتنوع أسباب هذه الظاهرة بين عضوية ونفسية وبيئية. 

الأسباب العضوية لفقدان الشهية

الأمراض المعدية: مثل نزلات البرد والإنفلونزا، حيث تؤثر على حاسة التذوق والشم، وتسبب الشعور بالتعب والغثيان، مما يُؤدّي إلى فقدان الشهية.

التهابات الجهاز الهضمي: مثل الإمساك أو الإسهال، تُسبب ألمًا في البطن، واضطرابات في الهضم، مما يُقلّل من رغبة الطفل في تناول الطعام.

الحساسية الغذائية: قد تُسبب الحساسية تجاه بعض الأطعمة أعراضًا مثل التقيؤ أو الإسهال، مما يُؤدّي إلى فقدان الشهية.

الأمراض المزمنة: مثل داء السكري أو أمراض الكلى أو الكبد، تُؤثّر على عملية التمثيل الغذائي، وتُسبب أعراضًا مثل الغثيان والتعب، مما يُؤدّي إلى فقدان الشهية.

الأسباب النفسية لفقدان الشهية

القلق والتوتر: قد يُعاني بعض الأطفال من مشاعر القلق والتوتر، خاصةً في المراحل الانتقالية مثل دخول المدرسة أو تغيير المنزل، مما يُؤثّر على شهيتهم.

الضغط النفسي: قد يُواجه بعض الأطفال ضغوطًا نفسية في المدرسة أو في المنزل، بسبب المشاكل العائلية أو صعوبة التعلم، مما يُؤثّر على شهيتهم.

الاكتئاب: قد يكون فقدان الشهية أحد أعراض الاكتئاب عند الأطفال، حيث يُعاني الطفل من مشاعر الحزن واليأس، وفقدان الرغبة في الأنشطة التي كان يستمتع بها، مما يُؤثّر على شهيته.

الحلويات والمشروبات: تناول كميات كبيرة من الحلويات أو المشروبات الغازية يُؤدّي إلى الشعور بالشبع، ويُقلّل من رغبة الطفل في تناول الطعام الصحي.

قلة النشاط البدني: يُقلّل من احتياجات الجسم من السعرات الحرارية، مما يُؤدّي إلى فقدان الشهية.

عدم انتظام مواعيد النوم: يُؤثّر على الهرمونات التي تُنظم الشهية، مما يُؤدّي إلى فقدان الشهية.

عدم إتاحة بيئة مناسبة لتناول الطعام: مثل وجود ضوضاء أو مشاحنات خلال تناول الطعام، يُؤثّر على رغبة الطفل في تناول الطعام.

فهم أسباب فقدان الشهية عند الأطفال هو الخطوة الأولى لحلّ هذه المشكلة. من خلال استشارة الطبيب وتطبيق التغييرات اللازمة على نمط حياة الطفل، يمكن التغلب على هذه المشكلة وتحسين صحة الطفل.

حلول لمشكلة فقدان الشهية عند الأطفال:

بالرغم من صعوبة المشكلة، الا ان حلولها عديدة. فقدان الشهية عند الأطفال قد لا يتطلب مراقبة طبية  مستمرة إذا تم ملاحظته في بدايته. ومن أبرز هذه الحلول:

التشخيص الدقيق هو مفتاح العلاج:

يُعدّ تحديد سبب فقدان الشهية خطوة أساسية قبل البدء بأي علاج. لذلك، يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب بدقة. قد تشمل الفحوصات اختبارات الدم، وفحص البراز، وفحص البطن، واختبارات أخرى حسب الحاجة.

الطب والعلاج الطبيعي:

يعتمد العلاج الطبي على سبب فقدان الشهية. فمثلاً، إذا كان السبب هو عدوى، يتم وصف المضادات الحيوية. بينما إذا كان السبب هو نقص فيتامين أو معدن، سيتم وصف مكملات غذائية.

التغييرات في النظام الغذائي:

يمكن أن تساعد بعض التغييرات في النظام الغذائي على تحسين شهية الطفل، مثل:

  • تقديم وجبات صغيرة ومتكررة: بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، قد يكون من الأسهل على الطفل تناول خمس أو ست وجبات صغيرة على مدار اليوم.
  • تنويع الأطعمة المقدمة للطفل: عرض مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية من جميع المجموعات الغذائية، مع التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
  • تقديم الأطعمة المُفضلة للطفل: دمج بعض الأطعمة التي يحبها الطفل مع الأطعمة الصحية لتحفيزه على تناول الطعام.
  • جعل الطعام جذاباً بصرياً: تقطيع الطعام بأشكال ممتعة، وتزيين الأطباق بشكل جميل، وجعلها تجربة ممتعة للطفل.
  • تجنب إجبار الطفل على تناول الطعام: قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية ويجعل الطفل أكثر مقاومة لتناول الطعام.

العلاج النفسي:

في بعض الحالات، قد يكون فقدان الشهية ناتجاً عن مشاعر نفسية مثل القلق والتوتر أو الاكتئاب. في هذه الحالة، يمكن أن يساعد العلاج النفسي في التغلب على هذه المشاعر وتحسين شهية الطفل.

نصائح للوالدين:

يلعب الوالدان دورًا محوريًا في علاج طفلهم المصاب بفقدان الشهية، فهو اضطراب غذائي خطير قد يؤثر على صحة الطفل ونموه بشكل كبير. ومن جهة أخرى، هما مصدر الدعم والأمان في حياة الطفل. وهنا يجب على الأهل أن:

  • التحدث مع الطفل عن مشاعره: حاول معرفة ما إذا كان هناك أي شيء يزعج الطفل أو يسبب له القلق.
  • خلق بيئة إيجابية لتناول الطعام: تجنب الجدال أو النقاش حول الطعام أثناء الوجبات.
  • إشراك الطفل في تحضير الطعام: قد يزداد رغبة الطفل في تناول الطعام إذا شارك في تحضيره.
  • التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم يمكن أن تؤثر على الشهية.
  • تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة: النشاط البدني يمكن أن يحسن الشهية.

فقدان الشهية عند الأطفال مشكلة شائعة، لكن يمكن علاجها بسهولة في معظم الحالات. من خلال استشارة الطبيب وتطبيق التغييرات اللازمة على نمط حياة الطفل، يمكن التغلب على هذه المشكلة وتحسين صحة الطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top