يُعدّ نوم الطفل الرضيع طوال الليل حلمًا يراود كلّ أمّ وأبّ، حيث يُتيح لهم الاستمتاع ببعض الراحة بعد يومٍ طويلٍ من العناية بالطفل. ولكن، قد يُصبح هذا الحلم بعيد المنال بالنسبة للعديد من الوالدين، حيث يُعاني الكثيرون من مشكلة استيقاظ الطفل الرضيع للرضاعة بشكلٍ متكرّرٍ خلال الليل.
يُسبب هذا الأمر إزعاجًا وتوترًا كبيرين للوالدين، ممّا قد يُؤثّر سلبًا على صحتهم ونومهم وعلاقاتهم. لذلك، تُصبح مساعدة الطفل على النوم طوال الليل هدفًا أساسيًا للعديد من الأمهات والآباء.
لكنّ كثرة استيقاظ الطفل للرضاعة في الليل قد تُصبح مصدر إزعاجٍ وتوترٍ كبيرين للوالدين. حيث يعتبر أمرًا طبيعيًا تمامًا، خاصةً خلال الأشهر الأولى من حياته. ولكن، قد تُصبح هذه الظاهرة مُزعجةً للغاية للوالدين، خاصةً إذا كانت تحدث بشكلٍ متكرّرٍ على مدار الليل.
يُؤدّي ذلك إلى قلة نوم الوالدين، ممّا قد يُؤثّر سلبًا على صحتهم الجسدية والنفسية. كما قد يُصبح الأمر مُرهقًا للغاية، خاصةً للآباء الذين يعملون خلال النهار.
وإضافةً إلى ذلك، قد يُؤثّر قلة نوم الوالدين على علاقتهما ببعضهما البعض، ممّا قد يُؤدّي إلى زيادة التوتر والمشاحنات. فمن المهمّ مساعدة الطفل على النوم طوال الليل لضمان حصوله على قسطٍ كافٍ من الراحة، ولتمكين الوالدين من الاستمتاع ببعض الوقت لأنفسهم ولصحتهم.
أسباب طبيعية لكثرة الرضاعة في الليل:
تكثر الأسباب طبيعية لكثرة الرضاعة في الليل لذلك لا داعي للقلق ولكن أبرز هذه الأسباب هي:
1. جهاز الهضم غير الناضج:
يُعدّ جهاز الهضم لدى الرضيع غير ناضجٍ بشكلٍ كافٍ خلال الأشهر الأولى من حياته. ممّا يعني أنّ طعامه لا يُهضم بشكلٍ كامل، ويمتصّ جسمه العناصر الغذائية ببطءٍ أكبر. لذلك، يشعر الرضيع بالجوع بشكلٍ أسرع، ممّا قد يدفعه إلى الاستيقاظ للرضاعة في الليل بشكلٍ متكرّر. مع مرور الوقت، ينضج جهاز الهضم لدى الرضيع، ويصبح قادرًا على تخزين المزيد من الحليب في معدته، ممّا يُقلّل من عدد مرات استيقاظه للرضاعة في الليل.
2. حجم المعدة الصغير:
تُعدّ معدة الرضيع صغيرةً جدًا خلال الأشهر الأولى من حياته. ممّا يعني أنّها لا تتسع لكميةٍ كبيرة من الحليب. لذلك، يحتاج الطفل إلى الرضاعة بشكلٍ متكرّر، بما في ذلك خلال الليل، لتلبية احتياجاته الغذائية. مع نموّ الطفل، تكبر معدته وتصبح قادرة على تخزين المزيد من الحليب، ممّا يُقلّل من عدد مرات استيقاظه للرضاعة في الليل.
3. احتياجات الطفل العاطفية:
لا تُعدّ الرضاعة مصدرًا للغذاء فقط للرضيع، بل هي أيضًا مصدرٌ للأمان والراحة. يفرز جسم الأم هرمون الأوكسيتوسين أثناء الرضاعة، ممّا يُساعد على تهدئة الطفل وإشعاره بالأمان. لذلك، قد يستيقظ الطفل للرضاعة في الليل للحصول على الدفء والحنان من أمه، خاصةً في أوقات شعوره بالخوف أو القلق.
4. التسنين:
يُعدّ التسنين مرحلةً صعبةً ومرهقةً للطفل، حيث يُسبّب له ألمًا وعدم راحة. قد يدفع هذا الألم الطفل إلى الاستيقاظ في الليل والبكاء أو طلب الرضاعة. يُساعد الحليب على تخفيف ألم التسنين، ممّا قد يُفسّر كثرة استيقاظ الطفل للرضاعة خلال هذه الفترة.
5. النمو:
يمرّ الرضيع بفتراتٍ سريعة من النموّ، ممّا يُؤدّي إلى زيادة احتياجاته الغذائية. خلال هذه الفترات، قد يستيقظ الطفل للرضاعة في الليل بشكلٍ متكرّر للحصول على المزيد من الحليب. مع مرور الوقت، تتباطأ سرعة نموّ الطفل، وتقلّ احتياجاته الغذائية، ممّا يُقلّل من عدد مرات استيقاظه للرضاعة في الليل.
6. بيئة النوم غير المُريحة:
تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أو الضوضاء أو الإضاءة الزائدة إلى إزعاج نوم الطفل، ممّا قد يدفعه إلى الاستيقاظ للرضاعة.
7. روتين النوم غير المُنتظم:
لا يزال الرضيع بحاجة إلى تعلّم روتينٍ منتظم للنوم. قد تُؤدّي قيلولة النهار الطويلة أو النوم المتأخر في المساء إلى صعوبة نوم الطفل طوال الليل.
8. الإفراط في تحفيز الطفل قبل النوم:
قد تُؤدّي الأنشطة المُثيرة، مثل اللعب أو مشاهدة التلفاز، قبل النوم مباشرةً إلى صعوبة نوم الطفل.
9. اعتماد الطفل على الرضاعة للنوم:
قد يتعلّم الطفل أنّ الرضاعة هي الطريقة الوحيدة للنوم. لذلك، قد يستيقظ الطفل في الليل ويطلب الرضاعة حتى يعود إلى النوم.
نصائح للحدّ من كثرة الرضاعة في الليل:
تذكر أنّ كلّ طفلٍ فريدٌ من نوعه، ممّا قد يعني أنّ بعض النصائح قد لا تُناسب طفلك، لكن بالصبر والمثابرة واتباع النصائح يمكن مساعدة طفلك على النوم طوال الليل. وأبرز هذه النصائح هي:
1. إطعام الطفل كمياتٍ كافية من الحليب خلال النهار:
تأكد من أنّ طفلك يحصل على كمياتٍ كافية من الحليب خلال النهار لتقليل شعوره بالجوع في الليل. حيث يجب أن يحصل الطفل على كمياتٍ كافية من الحليب تصل الى 6-8 رضعاتٍ للطفل الرضيع خلال النهار. كما يختلف مقدار الحليب الذي يحتاجه الطفل من رضعةٍ إلى أخرى، لكن بشكلٍ عام، يُمكنكِ الاعتماد على هذه الكميات كدليلٍ تقريبي:
- الرضع حديثو الولادة (أقلّ من شهر): 60-90 ملليترًا في كلّ رضعة.
- الرضع من عمر شهرٍ إلى 3 أشهر: 90-120 ملليترًا في كلّ رضعة.
- الرضع من عمر 4 إلى 6 أشهر: 120-150 ملليترًا في كلّ رضعة.
- الرضع من عمر 7 إلى 9 أشهر: 150-180 ملليترًا في كلّ رضعة.
- الرضع من عمر 10 إلى 12 شهرًا: 180-210 ملليترًا في كلّ رضعة.
لاحظي علامات الشبع لدى طفلك، مثل اتّساع معدته، وهدوءه بعد الرضاعة، وتوقّفه عن طلب المزيد من الحليب.
2. تقديم وجبةٍ خفيفةٍ قبل النوم:
قد تُساعد وجبةٌ خفيفةٌ قبل النوم، مثل الحبوب أو الفواكه، على إشباع الطفل ومنع استيقاظه للرضاعة في الليل. من أهم الوجبات الخفيفة المناسبة للطفل قبل النوم هي:
- الحبوب: اخترِ الحبوب المُخصّصة للرضع أو الأطفال الصغار، وتأكد من أنّها خالية من السكر المُضاف.
- الفواكه: قدّم لطفلك بعض الفواكه الطازجة أو المهروسة، مثل الموز أو التفاح أو الكمثرى.
- الأجبان: قدّم لطفلك بعض قطع الجبن الخفيف، مثل الجبن القريش أو الجبن المُذوّب.
- الزّبادي: قدّم لطفلك بعض الزّبادي المُخصّص للرضع أو الأطفال الصغار، وتأكد من أنّها خالية من السكر المُضاف.
3. خلق بيئةٍ نومٍ مريحة:
يجب التأكد من أنّ بيئة نوم الطفل مريحة وهادئة ومظلمة بدرجةٍ كافية من خلال التأكد من أنّ درجة حرارة غرفة الطفل مناسبة، حوالي 20-22 درجة مئوية، وجعل غرفة الطفل مظلمة قدر الإمكان، وتقليل الضوضاء في غرفة الطفل قدر الإمكان. بالاضافة الى روائح مهدّئة، مثل اللافندر أو البابونج، للمساعدة على نوم الطفل.
4. وضع روتينٍ منتظمٍ للنوم:
ساعد طفلك على تعلّم روتينٍ منتظمٍ للنوم من خلال وضعه في سريره في نفس الوقت كلّ ليلة وإعطائه حمامًا دافئًا وقراءة قصةٍ له قبل النوم.
ما هو روتين النوم المُناسب للطفل؟
- وقت الاستحمام: اجعل حمام الطفل دافئًا وهادئًا، وقم بتدليكه بلطفٍ للمساعدة على استرخائه.
- قراءة القصة: اقرأ قصةً هادئة لطفلك قبل النوم، وتأكد من أنّه في بيئةٍ مريحة وهادئة.
- الأغنية: غنّ أغنيةً هادئة لطفلك قبل النوم، أو شغّل بعض الموسيقى الهادئة.
- الهدوء: تأكد من أنّ غرفة الطفل هادئة ومظلمة قدر الإمكان.
تجنّب تحفيز الطفل قبل النوم
يُعدّ النوم ضروريًا لنموّ الطفل وتطوره بشكلٍ سليم. لكنّ بعض السلوكيات قد تُؤدّي إلى صعوبة نوم الطفل، خاصةً قبل النوم مباشرةً.
أهمّ سلوكيات تحفيز الطفل قبل النوم التي يجب تجنّبها:
- اللعب: قد تُؤدّي الألعاب المُثيرة، مثل الجري أو القفز أو اللعب بألعابٍ صاخبة، إلى تنشيط الطفل وجعله يشعر باليقظة، ممّا قد يُؤدّي إلى صعوبة نومه.
- مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية: تُصدر شاشات التلفاز والأجهزة الإلكترونية ضوءًا أزرقًا يُثبّط إفراز هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. لذلك، يجب تجنّب مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بمدةٍ كافية.
- القراءة بصوتٍ عالٍ أو سرد القصص المُثيرة: قد تُؤدّي القراءة بصوتٍ عالٍ أو سرد القصص المُثيرة إلى تنشيط خيال الطفل وجعله يشعر باليقظة، ممّا قد يُؤدّي إلى صعوبة نومه.
- الاستحمام بماءٍ ساخن: قد يُؤدّي الاستحمام بماءٍ ساخن قبل النوم مباشرةً إلى تنشيط الطفل وجعله يشعر باليقظة، ممّا قد يُؤدّي إلى صعوبة نومه.
- تناول وجبةٍ دسمةٍ أو مشروباتٍ مُحتوية على الكافيين: قد تُؤدّي الوجبات الدسمة أو المشروبات المُحتوية على الكافيين، مثل القهوة والشاي، إلى صعوبة نوم الطفل.
نصائح لتهدئة الطفل قبل النوم:
- خلق بيئةٍ هادئة ومظلمة: تأكد من أنّ بيئة نوم الطفل هادئة ومظلمة بدرجةٍ كافية.
- إعطاء الطفل حمامًا دافئًا: يُساعد الحمام الدافئ على استرخاء الطفل وتسهيل نومه.
- قراءة قصةٍ هادئة أو غناء أغنيةٍ هادئة: قد تُساعد القراءة بصوتٍ هادئ أو غناء أغنيةٍ هادئة على تهدئة الطفل وتهيئته للنوم.
- احتضان الطفل أو تدليكه برفق: يُساعد الاحتضان أو التدليك على شعور الطفل بالأمان والحنان، ممّا قد يُساعده على النوم.
هذا الموضوع حقيقة يتعبني