يمكن أن تصبح سمنة الأطفال مصدر قلق كبير للآباء والأمهات. السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل هي عامل خطر للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة والمميتة.
ما هي أسباب سمنة الأطفال؟
سمنة الأطفال هي عملية تراكم كمية غير طبيعية من الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل كبير بالنسبة لعمر وطول الطفل. هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى سمنة الأطفال، وتشمل:
العوامل الوراثية:
تلعب الجينات دورًا هامًا في تحديد استعداد الفرد للإصابة بالسمنة، خاصةً إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من السمنة. حيث تُؤثر بعض الجينات على كيفية استقلاب الجسم للطعام، و تخزينه كدهون، أو حرقها للحصول على الطاقة.
وبالتالي، قد تُؤدي بعض الجينات إلى زيادة الشهية أو تقليل الشعور بالشبع، مما قد يُساهم في الإفراط في تناول الطعام.
العوامل البيئية:
لعل هذه العوامل هي الأكثر تأثيرا على وزن الطفل الزائد بسبب سهولة الوصول إلى الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية في يومنا هذا.
للاسف، يسود.انتشار الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة الغنية بالدهون والسكر في جميع أنحاء العالم. وهي متاحة للصغار والكبار. بالإضافة الى رخص ثمن هذه الأطعمة مقارنة بالأطعمة الصحية وسهولة الوصول إليها من خلال المطاعم ومحلات البقالة المنتشرة في جميع المدن والقرى أيضا.
قلة النشاط البدني:
لقد بات فرص ممارسة الرياضة في تدهور مستمر في المدارس والمجتمعات خصوصا مع تعدد وسائل التنقل مثل العربيات والباصات والدراجات النارية وغيرها من وسائل النقل والتقنيات الحديثة. وقد كان لهذا تأثيرا سلبيا كبيرا حيث أدى إلى قلة الحركة، وبالتالي سمنة مفرطة.
قلة النوم:
قلة النوم تُؤثر على الهرمونات التي تُنظم الشهية والشعور بالشبع. كما تُؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام. وبالنتيجة، يؤدي إلى السمنة.
العوامل النفسية:
تلعب المشاعر النفسية الذي يشعر فيها الطفل مثل القلق أو الملل أو الوحدة دورا فعالا في المشاكل الصحية خصوصا السمنة والنحافة. فقد يلجأ بعض الأطفال إلى الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم السلبية. بينما قد يُؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى الشعور بالراحة لفترة قصيرة، ولكن على المدى الطويل يُؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية.
من جهة أخرى، فان مشاعر التنمر أو صعوبة تكوين صداقات قد تُؤدي إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب، مما قد يُؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
ما هي مخاطر سمنة الأطفال؟
السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل هي عامل خطر للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. لذلك يمكن أن تؤدي سمنة الأطفال إلى العديد من المخاطر الصحية، تشمل:
الأمراض المزمنة
يُعدّ السكري من النوع الثاني أحد أكثر المخاطر شيوعًا لِسمنة الأطفال، حيث يزداد خطر الإصابة به بشكل كبير لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة، بالاضافة الى أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات النوم، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الرحم.
مشاكل نفسية:
قد يشعر الأطفال الذين يعانون من السمنة بالخجل من أجسامهم، مما قد يؤدي إلى انخفاض احترام الذات. كما قد يُصابون بالاكتئاب والقلق بسبب شعورهم بالوحدة أو التعرض للتنمر.
أوضحت بعد الدراسات ايضا ان فقدان الشهية العصبي والشره المرضي قد يؤدي الى مشاكل صحية خطيرة.
مشاكل اجتماعية:
قد يتعرض الأطفال الذين يعانون من السمنة للتنمر من قبل أقرانهم، مما قد يؤثر على صحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية. كما قد يواجهون صعوبة في تكوين صداقات بسبب شعورهم بالخجل أو انخفاض احترام الذات.
بالإضافة الى ذلك، يعاني الأطفال الذين يعانون من السمنة من آلام في المفاصل بسبب الوزن الزائد وصعوبات في التنفس بسبب الوزن الزائد. كما قد يُؤخر الوزن الزائد نمو الطفل.
ما هي حلول سمنة الأطفال؟
يمكن علاج سمنة الأطفال من خلال اتباع نهج شامل يضمن نتائج مثمرة. ويتضمن:
تعديل النظام الغذائي
تقليل استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وشرب الماء بكثرة، وتجنب المشروبات الغازية والعصائر السكرية.
زيادة النشاط البدني:
تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة لمدة 60 دقيقة على الأقل كل يوم، واختيار الأنشطة التي يستمتعون بها، وجعلها جزءًا من روتين الأسرة، والحد من وقت مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية.
تعزيز النوم الكافي:
الحرص على حصول الأطفال على 9-11 ساعة من النوم كل ليلة، وإنشاء روتين مريح لوقت النوم، وجعل غرفة النوم مظلمة وهادئة وباردة.
تقديم الدعم النفسي:
يتم تقديم الدعم النفسي من خلال مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم بطريقة صحية، وتعزيز احترام الذات والثقة بالنفس، وتعليمهم مهارات التعامل مع الضغوط. بالاضافة لذلك، يجب تقديم الدعم العاطفي للأطفال الذين يتعرضون للتنمر.
العلاج الطبي:
في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام الأدوية أو الجراحة لعلاج سمنة الأطفال. لكن يجب استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان العلاج الطبي مناسبًا للطفل. حيث انه يجب استخدام الأدوية والجراحة فقط كجزء من نهج شامل لعلاج سمنة الأطفال. لا بد من الذكر ان علاج السمنة هي رحلة طويلة لتحقيق إنقاص الوزن. لذلك لا بد من التحدث إلى طبيب طفلك عن مخاطر السمنة وخيارات العلاج المتاحة قبل البدء باتباع أي أنظمة أو علاجات.
كما على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة لطفلك من خلال اتباع نمط حياة صحي، وجعل الوجبات العائلية وقتًا ممتعًا لتناول الطعام الصحي معًا. من البديهي أيضا أن يشجع الأهل طفلهم على المشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية، كوسيلة علاج أيضا.
مع اتباع نهج شامل لعلاج سمنة الأطفال، يمكن للآباء والأمهات مساعدة أطفالهم على تحقيق وزن صحي وتحسين صحتهم العامة. قد يتطلب الأمر بعض الصبر، لكن يمكن تحقيق الهدف.
نصائح للآباء والأمهات لمكافحة سمنة الأطفال:
بما أن سمنة الأطفال هي أزمة منتشرة بين أطفالنا، يقع على عاتق الأهل مهمة مساعدة أطفالهم للتخلص منها من خلال البدء بأنفسهم ليكونوا قدوة حسنة عبر اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام مع أطفالكم، وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة البدنية التي تستمتعون بها كعائلة.
كما يجب عليهم تشجيع أطفالهم على النشاط البدني من خلال تخصيص وقت للعب وممارسة الرياضة بانتظام لمدة 60 دقيقة على الأقل كل يوم. أو يمكنهم تسجيل أطفالهم في الأنشطة الرياضية أو الترفيهية.لكن التركيز على القيام بالنشاطات الإيجابية لا يكفي بل يجب الحد من السلبيات المسببة للسمنة مثل مراقبة عدد الوجبات ومكوناتها، تحديد وقت مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية إلى ساعتين أو أقل كل يوم، والتشجيع على قراءة الكتب.
مقال مفيد