النشاط الحركي عند الأطفال هو سلوك طبيعي يُشير إلى طاقة زائدة وحركة دائمة، حيث يتميز الطفل الحركي بحبه للعب والجري والقفز، كما يجد صعوبة في الجلوس ساكنًا لفترة طويلة.
قد يبدو النشاط الحركي سلوكًا سيئًا في نظر البعض، لكنه ليس كذلك. كل ما في الأمر، إن النشاط الحركي هو تعبير عن طبيعة الطفل وطريقة تعامله مع العالم. ومن هذا المضمار، قد يُظهر بعض السلوكيات التي قد تُصنف على أنها “مشاغبة” أو “مُزعجة” من وجهة نظر الكبار، مثل: كثرة الكلام، التململ، صعوبة التركيز، الاندفاع، التهور.
لا داعي للقلق، طفلك ليس الوحيد الذي يواجه هذه المشكلة، ولست وحدك. إذ أن هناك مئات الأطفال الحركيين الذين يواجه والديهم الكثير من الصعوبات في التعامل معهم، لكن من المهم أن يُدركوا أنهم ليسوا وحدهم في هذه المواجهة.
ما هو الطفل الحركي؟
بكل بساطة، الطفل الحركي هو طفل يتميز بنشاطه وحيويته العالية، وهو يميل إلى الحركة واللعب بشكل دائم.
وهنا نؤكد أن الطفل الحركي ليس مشاغبًا أو سيئ السلوك، بل هو مجرد طفل يتمتع بخصائص فريدة تجعله مختلفًا عن أقرانه.
خصائص الطفل الحركي:
يتميز الطفل الحركي بصفات فريدة من نوعها تجعله مختلفًا عن أقرانه من الأطفال، ونذكر منها:
1. كثرة الحركة والاندفاع:
يُلاحظ على الطفل الحركي طاقته العالية ونشاطه وحركته الدائمة التي لا تتوقف، فهو لا يستطيع الجلوس ساكنًا لمدة طويلة. كما أنه يميل إلى الجري والقفز واللعب دون توقف، حتى في الأماكن غير المناسبة.
2. صعوبة التركيز والانتباه:
يواجه الطفل الحركي صعوبة في التركيز على المهام والأنشطة الموكلة إليه، خاصة تلك التي تتطلب الجلوس والسكون والهدوء. كما يسهل تشتيت انتباهه بأي شيء حوله، وهذا ما يُعيق قدرته على التعلم والتركيز واستيعاب المعلومات.
3. صعوبة الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة:
يُعاني الطفل الحركي من الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة، حيث تراه لا يهدأ في وقت تناول الطعام أو حضور الدروس أو مشاهدة التلفاز. يشعر بالملل والضيق بسرعة، ويفضل الحركة والنشاط.
4. كثرة الكلام والثرثرة:
يتكلم الطفل الحركي كثيرًا، ويُحب طرح الأسئلة دون توقف. حتى لو طلبت منه الصمت، لن يصمت حتى ينهي كلامه. قد يُقاطع الآخرين أثناء حديثهم، ويُعاني من صعوبة الاستماع والانتظار.
5. الميل إلى التهور والمخاطرة:
يُميل الطفل الحركي إلى التصرفات الاندفاعية دون التفكير في العواقب. قد يُقدم على سلوكيات خطيرة دون إدراك المخاطر، مما قد يُعرضه للخطر. لذلك، فهو يحتاج للمزيد من الاهتمام.
هذه الصفات قد تختلف في شدتها من طفل لآخر، ووجودها لا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لذلك، من المهم للوالدين والمعلمين فهم خصائص الطفل الحركي لتمييزه والتعامل معه بطريقة إيجابية تُساعده على تنمية مهاراته وقدراته.
هل يمكن التعامل مع الطفل الحركي؟
الطفل الحركي ليس مشكلة، بل هو طفل يتمتع بخصائص فريدة تجعله مختلفًا عن أقرانه. مع الصبر والتفهم والتعامل الذكي والهادئ، يمكن للوالدين والمعلمين مساعدة الطفل الحركي على تنمية مهاراته وقدراته وتحقيق النجاح في حياته.
نصائح للتعامل مع الطفل الحركي:
باتباعك نصائح التعامل مع الطفل الحركي، ستتمكن من التعامل مع طفلك بسلاسة، وأهم هذه النصائح هي:
1. تهيئة بيئة مناسبة للطفل:
لضمان تعامل سليم وصحي مع طفلك الحركي، على الأهل توفير مساحة كافية للطفل للتحرك واللعب براحة. بالإضافة إلى استخدام ألعاب وأدوات ونشاطات تُحفز حركة الطفل. لا تغفل تجنب الأماكن المزدحمة والضوضاء التي قد تُسبب للطفل التوتر، إذ قد تفقد السيطرة عليه.
2. تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة وسهلة:
الطفل الحركي يهوى الحركة لكن يفقد تركيزه بسهولة. لذلك فإن تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة وصغيرة يساعده على التركيز أكثر وإنجاز المهام بنجاح. كما على الأهل تجنب تكليف الطفل بمهام كبيرة ومعقدة.
3. استخدام ألعاب وأنشطة تُحفز تركيز الطفل:
تتعدد الألعاب التي تحفز تركيز الطفل مثل ألعاب التركيب والألغاز، ألعاب الرسم والتلوين، الأنشطة الرياضية، وغيرها.
4. تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام:
الطفل الحركي يمتلك طاقة كبيرة يسعى إلى تفريغها، لذلك تعتبر الرياضة منافسًا قويًا وصحيا لمساعدته على تفريغ طاقة الطفل وتحسين تركيزه. كما تُساعد الرياضة على تنمية مهارات الطفل الاجتماعية والشخصية.
5. وضع روتين يومي للطفل:
لا يمكن أن نغفل أهمية وضع روتين يومي للطفل الحركي لمساعدته على تنظيم سلوكه وتوقعاته. بالإضافة إلى إضفاء شعور الأمان والاستقرار والثقة.
6. استخدام نظام مكافآت لتحفيز الطفل على السلوك الجيد:
من إحدى الطرق الفعالة لتحفيز الطفل على السلوك الجيد هو اعتماد نظام المكافآت. حيث أن تقديم مكافأة للطفل تشجعه على إنجاز المهام وتعزز سلوكه الجيد. ومن جهة أخرى، على الأقل تجنب استخدام العقاب كوسيلة للتعامل مع الطفل.
سلوكيات الطفل الحركي الإيجابية والسلبية
يتميز الطفل الحركي بنشاطه وحيويته العالية، ويميل إلى الحركة واللعب بشكل دائم. ويتمتع بسلوكيات معينة منها الإيجابي والسلبي. ويبدأ دور الأهل في مراقبة هذه السلوكيات وتحديدها. وهي كالتالي:
السلوكيات الإيجابية للطفل الحركي وأبرزها:
- الطاقة العالية والنشاط: يتمتع الطفل الحركي بطاقة عالية ونشاط كبير، مما يجعله محبًا للعب والحركة.
- الإبداع والابتكار: يتمتع الطفل الحركي بقدرة عالية على الإبداع والابتكار، فهو يحب استكشاف العالم من حوله وتجربة أشياء جديدة.
- الحماس والشغف: يتمتع الطفل الحركي بالحماس والشغف تجاه الأنشطة التي يحبها، مما يجعله مُتفوقًا فيها.
- القدرة على التكيف: يتمتع الطفل الحركي بقدرة عالية على التكيف مع التغييرات والتحديات.
- الحس الفكاهي: يتمتع الطفل الحركي بحس فكاهي رائع، مما يجعله محبًا للمرح والضحك.
السلوكيات السلبية للطفل الحركي وأبرزها:
- صعوبة التركيز والانتباه: يواجه الطفل الحركي صعوبة في التركيز على المهام والأنشطة، خاصة تلك التي تتطلب الجلوس والهدوء.
- الاندفاع والتسرع: يُقدم الطفل الحركي على تصرفات اندفاعية دون التفكير في العواقب.
- صعوبة اتباع التعليمات: يواجه الطفل الحركي صعوبة في اتباع التعليمات، خاصة تلك التي تتطلب خطوات متعددة.
- المقاطعة والتحدث دون انتظار: يقاطع الطفل الحركي الآخرين أثناء حديثهم، ويحب طرح الأسئلة دون انتظار.
- التململ والضوضاء: يحب الطفل الحركي التململ وإصدار الضوضاء، مما قد يُزعج الآخرين.
نصائح للتعامل مع سلوكيات الطفل الحركي السلبية:
- التحدث مع الطفل بهدوء وشرح السلوكيات السلبية له: من المهم شرح السلوكيات السلبية للطفل بطريقة هادئة ومباشرة، مع التأكيد على أهمية احترام الآخرين.
- تحويل سلوك الطفل إلى سلوك إيجابي: يمكن تحويل سلوك الطفل الحركي إلى سلوك إيجابي من خلال توجيه طاقته نحو الأنشطة المفيدة، مثل الرياضة أو الفنون.
- تجنب العقاب الجسدي أو الصراخ على الطفل: من المهم تجنب العقاب الجسدي أو الصراخ على الطفل، لأن ذلك قد يُفاقم المشكلة ويُسبب له الخوف والقلق.
- استخدام أسلوب الصبر والتفهم في التعامل مع الطفل: من المهم التعامل مع الطفل الحركي بصبر وتفهم، مع التأكيد على أنه طفل طبيعي ويحتاج إلى مساعدة خاصة.
- وضع خطة سلوكية للطفل: يمكن وضع خطة سلوكية للطفل تتضمن مكافآت على السلوكيات الإيجابية، مع تحديد عواقب واضحة للسلوكيات السلبية.
- طلب المساعدة من أخصائي: قد يكون من المفيد طلب المساعدة من أخصائي نفسي أو تربوي لتقديم المزيد من الدعم والمساعدة للطفل.
تُشكل سلوكيات الطفل الحركي تحديًا كبيرًا للوالدين والمعلمين، لكن مع الصبر والتفهم، يمكن تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والتطور بشرط فهمها واستغلالها بطريقة صحيحة. فالصبر هو مفتاح التعامل مع أي طفل، والطفل الحركي هو طفل سوي يحتاج إلى مزيد من الصبر من والديه ومعلميه. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوالدين أن يتذكروا أن طفلهم ليس مشاغبًا أو سيئ السلوك أبداً، بل هو طفل يتمتع بخصائص فريدة تجعله مختلفًا عن أقرانه.
مع الدعم والمساعدة، يمكن للطفل الحركي أن يُنمّي مهاراته وقدراته ويحقق أحلامه إذا حصل على الاهتمام المطلوب من ذويه. ونُشجع الوالدين على طلب المساعدة من المختصين إذا لزم الأمر، فالمختصون يمكنهم تقديم الدعم والمساعدة للطفل الحركي ووالديه، وتوجيههم إلى أفضل الطرق للتعامل مع سلوكياته. وأخيرًا، نُؤكد على أن الطفل الحركي طفل طبيعي يستحق كل الحب والدعم وعلينا مساعدته على النجاح في حياته.
طفلي حركي أشجعه ذائما على ممارسة الرياضة