تُعدّ الطفولة مرحلةً حرجةً في حياة الإنسان، حيث يتمّ خلالها وضع الأسس لبنية صحية قوية تدوم مدى الحياة من خلال الفحوصات الطبية الدورية للطفل. تلعب الوقاية من الأمراض دورًا هامًا في ضمان رفاهية الأطفال، ليس فقط من خلال حمايتهم من الأمراض المعدية الخطيرة، بل أيضًا من خلال تمهيد الطريق لمستقبلهم المشرق.
أهمية الفحوصات الطبية الدورية للطفل
تُعدّ الفحوصات الطبية الدورية للطفل من أهمّ أدوات الوقاية من الأمراض وكشفها المبكر. تُساعد هذه الفحوصات على:
- تقييم نموّ الطفل وتطوره: تُساعد الفحوصات الطبية في مراقبة نموّ الطفل وتطوره، والتأكد من حصوله على التغذية الكافية، وتحديد أيّ مشاكل نموّية أو تأخر في النمو.
- كشف الأمراض المُزمنة في مراحلها المبكرة: تُساعد الفحوصات الطبية في كشف الأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، في مراحلها المبكرة، ممّا يُتيح إمكانية علاجها بفعالية أكبر.
- التأكد من تلقي الطفل للتطعيمات اللازمة: تُساعد الفحوصات الطبية على التأكد من تلقي الطفل لجميع التطعيمات الموصى بها في الوقت المحدد، ممّا يُساهم في حمايته من الأمراض المعدية الخطيرة.
- اكتشاف أيّ مشاكل صحية أخرى: تُساعد الفحوصات الطبية في اكتشاف أيّ مشاكل صحية أخرى قد يعاني منها الطفل، مثل مشاكل السمع أو البصر، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، أو مشاكل في الجهاز التنفسي.
جدول الفحوصات الطبية الدورية للطفل
تُصدر وزارة الصحة في كلّ بلد جدولًا مُحدّدًا للفحوصات الطبية الدورية للطفل. يختلف هذا الجدول من بلدٍ لآخر، ولكن بشكلٍ عام، يُشمل الفحوصات التالية:
- الفحص الوليدي: يتمّ إجراء فحصٍ شاملٍ للطفل بعد الولادة مباشرةً للتأكد من صحته العامة وسلامة جميع أعضاء جسمه.
- فحوصات شهرية: يتمّ إجراء فحوصاتٍ شهريةٍ للطفل خلال الأشهر الستة الأولى من حياته لمراقبة نموّه وتطوره.
- فحوصات ربع سنوية: يتمّ إجراء فحوصاتٍ ربع سنويةٍ للطفل من عمر 6 أشهرٍ إلى عمر سنةٍ واحدة.
- فحوصات سنوية: يتمّ إجراء فحوصاتٍ سنويةٍ للطفل بدءًا من عمر سنةٍ واحدة حتى عمر 18 سنةً.
ما الذي يتمّ فحصه خلال الفحص الطبي للطفل؟
jشمل الفحوصات الطبية الدورية للطفل بشكلٍ عامٍ ما يلي:
1. الفحص البدني العام:
- الوزن والطول: يتمّ قياس وزن الطفل وطوله لتقييم نموّه وتطوره.
- المحيط الرأسي: يتمّ قياس محيط رأس الطفل لتقييم نموّ دماغه.
- النبض وضغط الدم: يتمّ قياس نبض الطفل وضغط دمه للتأكد من صحّة قلبه.
- التنفس: يتمّ سماع تنفس الطفل للتأكد من عدم وجود أيّ مشاكل تنفسية.
- الجلد: يتمّ فحص جلد الطفل للتأكد من عدم وجود أيّ طفح جلدي أو علامات أخرى على وجود عدوى.
- الفم والأسنان: يتمّ فحص فم الطفل وأسنانه للتأكد من صحّتها.
- السمع والبصر: يتمّ فحص سمع الطفل وبصره للتأكد من عدم وجود أيّ مشاكل.
2. التطور الحركي:
يتمّ تقييم مهارات الطفل الحركية مثل الجلوس، والوقوف، والمشي، والتسلق.
3. التطور اللغوي:
يتمّ تقييم مهارات الطفل اللغوية مثل الكلام، والفهم، والتواصل.
4. التطور الاجتماعي والعاطفي:
يتمّ تقييم مهارات الطفل الاجتماعية والعاطفية مثل التفاعل مع الآخرين، والتحكم في مشاعره، والتعبير عن احتياجاته.
5. التغذية:
يتمّ تقييم تغذية الطفل للتأكد من حصوله على العناصر الغذائية اللازمة لنموّه وتطوره.
6. الفحوصات المخبرية:
قد يتمّ إجراء بعض الفحوصات المخبرية، مثل فحص الدم أو فحص البول، حسب الحاجة.
7. التطعيمات:
يتمّ التأكد من تلقي الطفل لجميع التطعيمات الموصى بها في الوقت المحدد.
نصائح هامة حول الفحوصات الطبية الدورية للطفل:
- التأكد من اصطحاب الطفل لجميع الفحوصات الموصى بها في الوقت المحدد.
- طرح أيّ أسئلة أو مخاوف حول صحة الطفل على الطبيب.
- تسجيل نتائج الفحوصات الطبية في سجلّ صحيّ خاصّ بالطفل.
- اتباع تعليمات الطبيب بشأن أيّ علاجات أو متابعة طبية.
تُعدّ الفحوصات الطبية الدورية للطفل من أهمّ أدوات الوقاية من الأمراض وكشفها المبكر. تُساعد هذه الفحوصات على ضمان صحة الطفل وسلامته، وتحسين نوعية حياته، وتمهيد الطريق لمستقبله المشرق. يجب على جميع الآباء والأمهات التأكد من اصطحاب أطفالهم لجميع الفحوصات الموصى بها في الوقت المحدد، واستشارة الطبيب في حال وجود أيّ أسئلة أو مخاوف بشأن صحة الطفل.