كيف أعرف أن طفلي يعاني من النحافة؟

النمو الصحى للطفل هو مصدر قلق كلا الوالدين، ومن ضمن المؤشرات التي تكشف لنا هذه الحالة هي الوزن. قد يشعر بعض الوالدين بالقلق إذا كان طفلهم نحيفًا، لكن من المهم معرفة أن النحافة ليست دائمًا علامة على وجود مشكلة.

النحافة هي مصطلح نسبي يعتمد على عدة عوامل، أهمها العمر حيث يختلف الوزن الطبيعي للطفل باختلاف عمره، والطول الذي يلعب الطول دورًا هامًا في تحديد الوزن الطبيعي، وكذلك الجنس قد يكون وزن الذكور أكبر من وزن الإناث في نفس العمر والطول. بالاضافة الى ذلك، يجدر الاشارة الى ان العوامل الوراثية تلعب الجينات دورًا في تحديد وزن الطفل والعوامل البيئية مثل النظام الغذائي والنشاط البدني.

مؤشرات تدل على نحافة الطفل:

تتعدد المؤشرات التي تدل على نحافة الطفل وتختلف دلالاتها، لكن تبقى مراقبة هذه المؤشرات أهم وسائل اكتشاف مشكلة نحافة الطفل مبكرا. وأبرزها:

1. مؤشر كتلة الجسم (BMI):

مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس عالمي يُستخدم لتحديد ما إذا كان وزن الطفل مناسبًا وطوله. حيث يمكن حساب مؤشر كتلة الجسم باستخدام حاسبة موجودة على الإنترنت أو من خلال الطبيب المختص.

وبالنتيجة، يُعتبر الطفل نحيفًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه أقل من 18.5.

2. مقارنة وزن الطفل بأقرانه:

يمكن مقارنة وزن وطول الطفل بأطفال آخرين من نفس العمر والجنس لأخذ فكرة عن احتمالية نحافته من مها. كما يمكن استخدام مخططات النمو الموجودة في عيادة الطبيب أو على الإنترنت.

وبذلك، يُعتبر الطفل نحيفًا إذا كان وزنه أقل من 5% من أقرانه.

3. علامات جسدية:

هناك بعض العلامات الجسدية التي تظهر على الطفل وتدل على أنه يعاني من النحافة ومنها قلة الطاقة والتعب حيث قد يشعر الطفل بالتعب والإرهاق بسهولة. بالإضافة إلى ضعف الشهية في حال لم يرغب الطفل في تناول الطعام بشكلٍ كافٍ، وتأخر نمو الطفل بمعدل أبطأ من أقرانه.

كما يعاني الطفل النحيف من شحوب الوجه وجفافه والهالات السوداء وتساقط الشعر.

بالإضافة إلى ما ذكر، قد يعاني الطفل ذو النحافة المفرطة من تقلبات مزاجية ويصبح أكثر عرضة للتهيج والبكاء، أو يشعر بالبرد بشكلٍ أسهل من أقرانه.

ولكن يجدر الذكر أن وجود علامة واحدة من هذه العلامات لا يعتبر دليلًا قاطعًا على نحافة الطفل. لذلك، من المهم استشارة الطبيب لتقييم وزن الطفل بشكلٍ دقيق وتحديد ما إذا كان يعاني من نحافة أو لا.

أسباب نحافة الطفل:

في يومنا هذا، باتت الأطفال عرضة لمشاكل النحافة والبدانة بشكل مستمر ومكثف نتيجة للنظم الغذائية الغير منتظمة والاضطرابات والأمراض وغيرها. وهذه بعض أسباب نحافة الطفل بشكل مفرط:

سوء التغذية:

قد لا يحصل الطفل على ما يكفي من العناصر الغذائية من طعامه فيصبح أكثر عرضة للنحافة المفرطة.

يجب أن تضم وجبة الطفل النشويات والبروتينات والفيتامينات والمعادن وغيرها لتمنحه القدر الكافي من حاجاته اليومية.

الأمراض:

قد تكون النحافة علامة على وجود اضطراب صحي أو مرض معين مثل أمراض الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي.

الاضطرابات النفسية: 

الحالة النفسية تؤثر على حياة الطفل بشكل جوهري، لذلك من الطبيعي أن تؤثر بعض المشاعر السلبية مثل القلق أو الاكتئاب على شهية الطفل. وهنا يقع على عاتق الأهل دور حماية الطفل من أي اضطرابات نفسية والمحافظة على صحته النفسية دائما.

العوامل الوراثية: 

العوامل الوراثية تلعب أيضا دورا في تحديد بنية الطفل، فقد يكون الطفل نحيفًا إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما نحيفًا. لذلك، يجب التأكد من جميع الأسباب قبل البدء بحل المشكلة.

العوامل البيئية: 

بالإضافة إلى ما ذكر، اأن العوامل البيئية تتميز بتأثيرها الفعال على الوزن والجسم بشكل عام.

نصائح للتعامل مع نحافة الطفل:

يمكن تحديد وسائل التعامل مع نحافة الطفل بحسب حجم المشكلة. ففي بداية أزمة النحافة، يمكن الاكتفاء بتنظيم الأكل وزيادة الوجبات. أما في الحالات المستعصية، لا بد من أخذ الأمور بجدية أكثر وطلب مساعدة المتخصصين.

هنا بعض النصائح لمساعدتك في التعامل مع نحافة الطفل:

استشارة الطبيب:

في حال الاشتباه بوجود مشكلة نحافة الطفل، يجب استشارة طبيب مختص ليقوم بفحص الطفل وتحديد ما إذا كان وزنه مناسبًا لطوله.

هنا، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود أي اضطرابات صحية وتحديد حجم المشكلة.

تحسين تغذية الطفل:

بغض النظر عن وجود مشكلة نحافة مفرطة أو مبدئية،  لا بد من ال تأكد من أن الطفل يتناول طعامًا صحيًا ومتنوعًا.

يمكن تقديم وجبات صغيرة متكررة للطفل، وتشجيع الأعلى شرب الماء والعصائر الطبيعية.

خلق بيئة إيجابية:

إجبار الطفل على تناول الطعام لن ينفع أبدا ولا يفيد بل العكس تماما.

لذلك، من الأفضل جعل وقت الطعام تجربة ممتعة للطفل ليرغب بتناول المزيد من الطعام. كما يجب تشجيعه على ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية عضلاته وبدنه.

ختاما، من المهم الصبر والمثابرة عند التعامل مع نحافة الطفل، اذ ان الامر ليس سهلا ولا يتحقق علاج نحافة الطفل خلال عدة أيام بل قد يستغرق الطفل وقتًا طويلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top