للأسف، تعدّ النحافة عند الأطفال ظاهرة شائعة جدا في يومنا هذا مما يثير قلق الكثير من الوالدين حول صحة أطفالهم. تُشير النحافة إلى انخفاض وزن الطفل عن المعدل الطبيعي بالنسبة لعمره وجنسه، وهي ظاهرة قد تُسبب العديد من المخاطر على صحة الطفل، بداية من تأخر النمو والتطور، وضعف جهاز المناعة، وهشاشة العظام، وفقر الدم، ونقص الطاقة، وصولا الى الإصابة بأمراض مزمنة، وغيرها.
ومن جهة أخرى، تتعدد أسباب النحافة عند الأطفال، منها العوامل الوراثية، والنظام الغذائي غير المتوازن، والنشاط البدني الزائد، وبعض الأمراض المزمنة، والعوامل النفسية.
أسباب النحافة عند الأطفال:
النحافة ليست مجرد مظهر نحيل بسبب قلة الطعام، بل هي ظاهرة صحية قد تُسبب العديد من المخاطر الصحية على صحة الطفل. ومن أسباب هذه النحافة:
1. العوامل الوراثية:
تلعب الجينات دورًا هامًا في تحديد وزن الطفل. فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما نحيفًا، فإن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بالنحافة. ويرجع ذلك إلى أن الجينات تؤثر على كيفية امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، وكمية الطاقة التي يحرقها.
2. النظام الغذائي غير المتوازن:
إذا لم يحصل الطفل على ما يكفي من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية من نظامه الغذائي، فقد يُصبح نحيفًا. فالنظام الغذائي غير المتوازن هو أحد أكثر أسباب النحافة شيوعًا عند الأطفال. ويشمل ذلك قلة تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، وعدم تناول وجبات منتظمة.
3. النشاط البدني الزائد:
إذا كان الطفل يُمارس الكثير من النشاط البدني، فقد يُحرق المزيد من السعرات الحرارية مما يتناوله. وهذا قد يؤدي إلى النحافة، خاصةً إذا لم يتناول الطفل ما يكفي من الطعام لتعويض السعرات الحرارية التي يفقدها.
4. بعض الأمراض المزمنة:
يمكن أن تؤدي بعض الأمراض المزمنة، مثل داء السكري أو أمراض الجهاز الهضمي، إلى النحافة. فداء السكري يُسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية والبول المتكرر، وبالتالي فقدان الوزن. بينما تُسبب أمراض الجهاز الهضمي صعوبة في امتصاص العناصر الغذائية، مما قد يؤدي إلى نقص الوزن.
5. العوامل النفسية:
يمكن أن تؤدي بعض العوامل النفسية، مثل القلق أو الاكتئاب، إلى فقدان الشهية وانخفاض الوزن. ففي بعض الحالات، قد يُصبح الطفل قلقًا بشأن وزنه أو مظهره، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية. بينما قد يُسبب الاكتئاب فقدان الاهتمام بالطعام، مما قد يؤدي إلى انخفاض الوزن.
أعراض النحافة عند الأطفال:
تتشابه أعراض النحافة عند الأطفال، وغالبا ما تكون ظاهرة وواضحة للأهل فيمكن ملاحظتها بسهولة، ومنها:
1- انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي:
يُقاس ذلك باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI). يُعتبر الطفل نحيفًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم الخاص به أقل من المعدل الطبيعي بالنسبة لعمره وجنسه.
2- شحوب الوجه وجفاف الجلد:
قد يكون ذلك علامة على نقص الحديد أو فيتامين ب 12. يجب استشارة الطبيب إذا لاحظت هذه الأعراض على طفلك.
3- التعب والضعف العام:
قد يكون ذلك علامة على نقص الطاقة أو نقص العناصر الغذائية. يجب الحرص على أن يتناول الطفل نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالعناصر الغذائية الأساسية.
4- تأخر النمو والتطور:
قد لا ينمو الطفل ويتطور بشكل طبيعي إذا كان يعاني من النحافة. يجب مراقبة نمو الطفل وتطوره بانتظام والتأكد من أنه ينمو ويتطور بشكل طبيعي.
5- قلة الشهية:
قد يُعاني الطفل النحيف من قلة الشهية، مما قد يُؤدي إلى نقص في كمية الطعام التي يتناولها وبالتالي نقص في السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه.
6- اضطرابات النوم:
قد يُعاني الطفل النحيف من اضطرابات النوم، مثل صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، مما قد يُؤثر على صحته ونموه. قد تُسبب اضطرابات النوم نقصًا في الطاقة والتعب خلال النهار، مما قد يُؤثر على رغبة الطفل في تناول الطعام.
7- التغيرات المزاجية:
قد يُصبح الطفل النحيف أكثر عرضة للتهيج أو الانفعال أو التغيرات المزاجية، مما قد يُؤثر على علاقاته الاجتماعية وسلوكه. قد تُسبب النحافة شعورًا بالقلق أو عدم الرضا عن النفس، مما قد يُؤثر على سلوك الطفل ومزاجه.
8- الشعور بالقلق أو الاكتئاب:
قد يُعاني الطفل النحيف من مشاعر القلق أو الاكتئاب، مما قد يُؤثر على صحته النفسية والجسدية. قد تُسبب مشاعر القلق أو الاكتئاب فقدانًا للشهية وانخفاضًا في الوزن، مما قد يُفاقم مشكلة النحافة.
طرق علاج النحافة عند الأطفال:
بالرغم من خطورة مشكلة النحافة عند الأطفال، إلا أن طرق علاج هذه المشكلة كثيرة، ومنها:
تحسين النظام الغذائي:
يجب الحرص على أن يتناول الطفل نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية. فوجباته يجب أن تضم نشويات، خضار، فاكهة، حبوب وغيرها.
تقليل النشاط البدني:
قد يُنصح بتقليل النشاط البدني للطفل إذا كان يُحرق الكثير من السعرات الحرارية. خصوصا خلال فترة علاج النحافة للوصول إلى نتائج سريعة.
علاج الأمراض المزمنة:
يجب علاج أي أمراض مزمنة قد تكون سببًا في النحافة. حيث أن الإكثار من الطعام لن يكون كافي.
العلاج النفسي:
قد يكون العلاج النفسي ضروريًا إذا كانت النحافة ناتجة عن عوامل نفسية. وبهذه الحالة، لا بد من التوجه الى دكتور نفسي متخصص لحل المشكلة.
نصائح للوقاية من النحافة عند الأطفال:
ان كان طفلك معرض للنحافة، عليك اتباع النصائح التالية للوقاية من النحافة عند الأطفال قبل ظهورها:
تقديم وجبات صحية ومتوازنة للطفل:
يجب أن تحتوي الوجبات على جميع العناصر الغذائية الأساسية. يجب تناول 3 وجبات بدل من 5 يوميا لضمان الحصول على جميع ما يحتاجه الجسم.
تشجيع الطفل على تناول الطعام بانتظام:
يجب أن يتناول الطفل ثلاث وجبات رئيسية في وقتهم الصحيح ، وتشجيعه على تناول وجبتين خفيفتين على الأقل يوميًا.
جعل وقت الطعام تجربة ممتعة:
يجب تجنب إجبار الطفل على تناول الطعام أو توبيخه إذا لم يأكل. يمكن تزيين الطعام وترتيبه بشكل جذاب ليتناوله الطفل.
مراقبة نمو الطفل وتطوره:
يجب قياس وزن الطفل وطوله بانتظام للتأكد من أنه ينمو ويتطور بشكل طبيعي.
النحافة عند الأطفال ظاهرة شائعة لكن يمكن علاجها بسهولة بشرط تحديد سبب النحافة وعلاجها بشكل مناسب. قد يتطلب الأمر استشارة مختصين في الحالات المستعصية.
دور الوالدين في علاج النحافة عند الأطفال:
يلعب الوالدان دورًا هامًا في علاج النحافة عند الأطفال، وذلك من خلال:
1. تقديم الدعم والتشجيع للطفل:
يجب على الوالدين تقديم الدعم والتشجيع للطفل لمساعدته على اكتساب الوزن. وذلك من خلال تصرفاتهم اليومية مع طفلهم من خلال التعبير عن حبهم ودعمهم له، تشجيعه على تناول الطعام الصحي، وعدم التركيز على وزنه أو مظهره خصوصا بأي كلام سلبي، والتركيز على إنجازاته ومهاراته الأخرى.
2. خلق بيئة إيجابية حول الطعام:
يجب على الوالدين خلق بيئة إيجابية حول الطعام لمساعدة الطفل على الاستمتاع بتناول الطعام. يمكنهم فعل ذلك من خلال جعل وقت الطعام تجربة ممتعة للطفل. يمكن أن يتم تقديم الطعام بشكل مميز، تناول الطعام مع العائلة قدر الإمكان.عدم استخدام الطعام كمكافأة أو عقاب.
3. تجنب المقارنة بين الطفل والأطفال الآخرين:
أن المقارنات هي أسوأ ما يدمر صحة الطفل الجسدية والنفسية، لذلك على الأهل تجنب المقارنة بين الطفل والأطفال الآخرين. والاعتراف والثقة بأن كل طفل ينمو ويتطور بمعدله الخاص. إذ أن هذه المقارنات تؤدي إلى شعور الطفل بالدونية والإحباط. بالإضافة إلى كل ما ذكر من فوق، يجب على الوالدين استشارة طبيب مختص أو أخصائي تغذية لمعرفة أفضل ما يمكن القيام به لعلاج النحافة عند الطفل. بالإضافة الى التأكد من أن علاج النحافة يتم بطريقة صحية.
من خلال تقديم الدعم والتشجيع للطفل وخلق بيئة إيجابية حول الطعام، يمكن للوالدين مساعدة طفلهم على اكتساب الوزن وتحسين صحته والتخلص من مشكلة النحافة.
دور المدرسة في علاج النحافة عند الأطفال:
كما تلعب المدرسة دورا فعالا في المساهمة بعلاج النحافة عند الأطفال حيث يمكنها ان توفر وجبات صحية في المدرسة للطلاب، تشجع النشاط البدني الصحي من خلال الأنشطة الرياضية، توعي الطلاب بمخاطر النحافة وطرق علاجها، وغيرها من الحلول الجوهرية للتخفيف من مسكلة النحافة عند الأطفال.
أهمية التوعية بمخاطر النحافة:
بالإضافة الى الأهل والمدرسة، كل شخص في المجتمع معني بالسعي الى توعية الاخرين وتقديم حلول ونشر المعلومات حول مخاطر النحافة على صحة الطفل وغيرها من مشاكل المجتمع.
وفي حالة المشاكل المستعصية، يجب على الاهل استدراك المشكلة من خلال طلب المساعدة من الطبيب المختص إذا كانوا قلقين حقا بشأن صحة طفلهم.
طفلي نحيف سأجرب هذه النصائح